أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ... المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=2759توقعنا هجمات سبتمبر ورفعنا كل الرايات الحمراء ولكن لم يستمع لنا أحد.. لا كلينتون.. ولا بوش. الحلقة السابعة من كتاب " في قلب العاصفة"المؤلف : جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية
أهمية هذه الحلقة تكمن في أمرين : أولهما أنها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ، وعلي لسان رجل كان عند وقوع زلزال 11 سبتمبر المسئول الأول عن حماية أمن أمريكا ، أن إدارة بوش كانت ومن عشرات الأدلة التي يسوقها تينيت كمن ينتظرهجمات 11 سبتمبر.. الأمر الثاني هو أن بن لادن كان كتاباً مفتوحاً للأمريكيين ، وفي مقدمتهم بيل كلينتون ، ومن بعده جورج بوش ، وأنه يكاد يكون قد نطق
بالهجمات قبل موعدها بوقت طويل للغاية ، وأن زلزال سبتمبر لم يكن جديراً بأن يثير صدمة بوش وصقوره علي وجه الخصوص
ترجمة الأستاذ / مجدي كاملسيطرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر علي الوعي الوطني لنا كأمريكيين ، بطريقة يصعب معها أن نتذكر أنه كان هناك وقت ليس ببعيد ، بدا فيه الإرهاب بصفة عامة ، والحرب علي الإرهاب علي وجه الخصوص ، وكأنهما بعيدان كل البعد عن حياتنا. ولكن بالنسبة لمعظم الأمريكيين في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر ، فإن تعرضنا لهجمات إرهابية كان أمراً محتملاً. وكانت مانشيتات وعناوين الصحف تعبر عن ذلك. علي سبيل المثال ، فعندما تم تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت أوائل الثمانينيات ، بدأت قضية الإرهاب تظهر علي الساحة.
و بالنسبة لي ، فإن الإرهاب كان موضوعاً محورياً يهيمن علي تفكيري ، ليس فقط أثناء سنواتي السبع كمدير للمخابرات المركزية ، وإنما طيلة مشواري الوظيفي بأكمله. وأنا لا أدعي هنا أن لدي موهبة قراءة المستقبل ، ولكن ليس بمقدورك – لو كنت في مكاني - أن تجلس لتقرأ ما يصل إلي مكتبك يومياً ، وتمنع نفسك من من أن تموت هلعاً للكم الهائل ، الذي تطلقه هذه التقارير من تحذيرات.
بن لادن حاول في السودان إنتاج غازات سامةلإطلاقها علي القوات الأمريكية في السعودية !![فقد استمر الأصوليون الإسلاميون الكارهون للغرب في الأخذ بأسباب القوة ، وبناء تنظيماتهم لأسباب لا تعد ولا تحصى. ورأينا الخطر يقترب. ورأينا هؤلاء الذين كانوا يحاولون كبح جماح هذا العداء المجنون ، ووضع النقاط فوق الحروف ، وتجميع الخيوط لتحديد أهدافه. وكنا كل يوم نكافح وبكل قوتنا ، علنا نقف علي الطرق الكفيلة بنزع فتيله ، أو إبطال مفعوله ، أو منع الانفجار القادم ، وجعله يرتد إلي صدر أصحابه
]و رحلة الكفاح هذه لم تبدأ من خلالي ، بل تعود عملية البحث عن أساليب وطرق جديدة ، لإجبار إداراتنا البيروقراطية علي أن تولي اهتمامها الواجب لتحذيرات المخابرات المتصاعدة ، إلي ما قبل تولي إدارة الوكالة
في عام 1996 مثلاً استقطع مدير سي آي إيه وقتذاك جون دوتش جزءاً من ميزانية الوكالة المحدودة لإقامة محطات استخباراتية تجريبية ولكن من نوع خاص. وفكرتها تدور حول خلق وحدات داخل الدولة تعمل وكأنها وحدات عمليات خارجية. وتقوم هذه المحطات بعملها من خلال مبان مستقلة عن مقار الوكالة ، وكل تضم عدداً صغيراً من الأفراد ، ويركز محللو وضباط عمليات كل محطة علي قضية واحدة بعينها كـ " اختبار حالة " من شأنه أن نتعرف من خلاله عما إذا كانت تحليلاتنا واستنتاجاتنا صحيحة لهذه القضية.
و لكن في المحصلة النهائية ، محطة واحدة هي التي أقيمت. وكانت القضية التي وقع الاختيار عليها كتجربة ، والتي ستتولاها المحطة هي "حلقات تمويل الإرهاب". ومن هنا كان تركيز المحطة علي أسامة بن لادن.
وكان اسم أسامة بن لادن الذي كانت سي آي إيه قد اكتشفت في أوائل التسعينيات صلته بعمليات تمويل بعض الحركات الإرهابية ، قد أصبح في تلك المرحلة اسماً دائم التردد في أنشطة الوكالة وتقاريرها وتحليلاتها الاستخباراتية. وفي عام 1993 ، وقبل أن أنتقل للعمل في " سي. آي. إيه " بعامين ، كانت الوكالة قد أعلنت أسامة بن لادن كأحد كبار ممولي الحركات الإرهابية الإسلامية. وقد علمنا أنه يقوم بتمويل عمليات التدريب الأساسي للميليشيات الموجودة في اماكن بعيدة كالبوسنة ومصر وكشمير والأردن وتونس والجزائر واليمن
ولم يكن " يو. بي. أل " كما كنا ننادي بن لادن سوى مجرد مثال من عشرات الأمثلة لتصاعد مؤشر الإرهاب في العالم. وقد كانت هناك عشرات الجماعات الأخري تنافسه لكي تحظى باهتمام العالم ، ومنها حركة حماس وجماعة " الجهاد " المصرية ، ولكن مع منتصف عقد التسعينيات أصبح بن لادن في المقدمة ، وهدفاً رئيسياً يظهر بوضوح علي شاشة رادار الـ" سي. آي. إيه
وقد أبلغنا المحققون الباكستانيون علي سبيل المثال في شهر عام 1995 إلي أنهم توصلوا إلي أن رمزي يوسف العقل المدبر للهجوم بالمتفجرات علي مركز التجارة العالمي في عام 1993 ، والذي كان تم اعتقاله لتوه في إسلام أباد ، قد أمضى فترة كبيرة خلال السنوات
الأخيرة في بيت الضيافة الخاص ببن لادن في بيشاور
و كان بن لادن قبل ذلك بوقت طويل قد أصبح القضية الأولي والأخيرة لـ " محطة الفضيلة " والتي أعطيناها اسماً كودياً آخر هو " محطة آليس ". وكان من المقرر أن تعمل المحطة لمدة عامين ، ثم يتم تقييم التجربة ، وبعد نجاحها الملحوظ في عملها ، حدث أن استمرت المحطة في عملها لعشر سنوات تالية